إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد..
فإن الله تبارك وتعالى قد نزّل أحسن الحديث كتابا، " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "
" هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب "
كثر الكلام وكثر التأويل الخاطئ في القرآن الكريم حتى اصبح البعض لا يدري لم ارسل الله الرسل
ولم انزل الكتب ولم وضع هذه الايه بل وتجرأ بعض اهل الضلاله على تحريف معنى لغوي واضح كي يمشي على هواهم ويوافق فكرتهم وهم معترفون بخطأهم ولكن اخذتهم العزه بالإثم وما يؤلم حقا هو ان تجد خلف هؤلاء اتباع يضلونهم ليل نهار ويأمرونهم بعبادة غير الله وقذف كل من يعبد الله وحده او الاستنقاص منه .
[ تحريم ما احل الله وإحلال ما حرمه ]
بينما النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ قوله تعالى " اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله "
اوقفه عدي بن حاتم وقال له : إنا لسنا نعبدهم
فقال له : أليس يحرمون ما أحل الله، وتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه
فقال عدي :بلى
قال : فتلك عبادتهم
_
_
اذا هؤلاء المشركين مقرين بوجود الله سبحانه وتعالى
"ولئن سالتهم من خلقهم ليقولن الله فانى يؤفكون "
يأتي اقوام يعيشوا في بلاد الاسلام ولا تكاد منازلهم تخلوا من كتاب الله والبعض منهم يدخل يصلي مع المسلمين بل وتجده’ خاشع وعامل وناصب وفي النهايه يصلى نارا حاميه’ بسبب ما يعتقد به وصرفه للعباده الى غير الله
[ هل الايمان يكفي لدخول الجنه ]
تتجه الى بعض المسلمين ثم تراهم ينادون يا فلان يا فلان اشفي ابني يا فلان اشفعلنا عند الله يا فلانه ارزقيني ذريه وغيرها من الامور التي لاتخفى على الكل من دعاء هؤلاء القوم الذين يعتقدون بالاسلام ولكنهم في حقيقة الامر لم يطبوا الركن الاول من اركان الاسلام .
تأتي الى احدهم وتنصحه بأن هذا امر لا يجوز وهذا فعل يؤدي الى حرمان فاعله من الجنه
فلا يستجيب لك ويقول لك انه مؤمن بالله ومن يؤمن بالله فإن مصيره الجنه ونحن معترفين ان الله هو اللي خلق كل شي ونحن معترفين اننا لا نعبد الا الله سبحانه وتعالى ولكن مو فاهمين
وما هي الا لحظات وترسل عليه آيه من آيات الله سبحانه وتعالى
" وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون "
فتجد الابتسامه الانهزاميه مرسومه على وجه هذا الجاهل بشركه بالله سبحانه وتعالى
ان المطلع على كلام الله لا يخفى عليه بأن الله لم يعد المؤمن فقط بدخول الجنه
وانما سرد عدة شروط وصفات مع الايمان لكي يدخل صاحب هذا القلب المؤمن الجنه
*فيقول الله "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)"
ويمكنكم مراجعة سورة المؤمنون لقراءة صفات المؤمن و اواخر سورة الفرقان وقراءة صفات المؤمنين
اذا لا توجد آيه تقول ايها المؤمنون"فقط" انتم في الجنه والا لكان ابو جهل وعتبه والوليد في الجنه لانهم مؤمنين بالله سبحانه وتعالى ومقرين به ولكنهم اشركوا آله اخرى ويدعون هذه الالهه لكي تقربهم الى الله
وهذا رأس الكفر ابليس والعياذ بالله منه "قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
اذا هم يشهدون مثل غيرهم بأن لا خالق الا الله سبحانه وتعالى
[ الدعاء عباده ]
*صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الدعاء هو العبادة) الترمذي
*وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله حيي كريم؛ يستحيي إذا مد العبد إليه يديه أن يردهما صفراً)
* وصح عنه صلى الله عليه وسلم كذلك أنه قال: (إن الله حيي كريم؛ لا يمل الإجابة حتى تملوا الدعاء)
*صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب)
*قال الله " وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "
*عن ثابت، قال: قلت لأنس رضي الله عنه: يا أبا حمزة أبلغك أن الدعاء نصف العبادة ؟ قال: لا، بل هو العبادة كلها
*( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني } رواه مسلم
*حديث آخر: { إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين } رواه أحمد .
واجعل الان سؤال لكم يا احبابي ما حكم صرف عباده لغير الله ؟
[ شفعاء لا اكثر ]
يأتي احدهم فيقول لك لقد ذهبت بعيد نحن ندعوهم لكي يقربوننا الى الله وهؤلاء شفعاء لنا
فلماذا هذا التزمت وهذه المبالغه في الانكار إن هؤلاء اقوام ليسوا مثلنا هم خاصة الله من خلقه واصفطاهم لنفسه ولقد كانت لهم كرامات في حياتهم فلابد ان لهم كرامات في مماتهم ايضا ونحن لا نريد منهم الا ان يقربونا الى الله .
اذا ما رأيكم ان نتحاكم بالقرآن حتى نعلم الصادق من الكاذب
قال تعالى " إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ"
ويأتي مره اخرى وترسم الابتسامه الانهزاميه على وجهه
ويجادلك مره اخرى ويقول لك ولكن هؤلاء اقوام لهم خصوصياتهم ولهم كرامات وهم يسمعوا الدعاء الموجه لهم ويشفعوا لنا عند الله
اذا يا صديقي فلنقرأ هذه الايه
*قال تعالى " إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ "
ولكن الشيخ قال لي بأنهم خارقين ومستحيل اكذب الشيخ فهو عالم مبجل له وزنه وقيمته
في الدين وهو ثقه ومستحيل ان يكذب
فأقول لك عزيزي الغالي اذا كنت تفكر بهذه الطريقه فارجع الى قصة عدي بن حاتم وحواره مع النبي عليه الصلاة والسلام ولتعرف بأنك تعبد شيخك في هذه الحاله وليس الله
*قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ "
يقول الله عنا فقراء اليه فقط ولسنا فقراء الى عباده