جلس منفرداً وحيداً يتأمل السماء التي تمتلئ بالغيوم التي تتشابه مع لحظة شروده هذه التي تشتت بين فكرة وأُخرى
يسترجع في مخيلته ثلاثة قد وقع الأختيار عليهن ليختار منهن واحدة تشاركه حياته
..........
الأولى
تعشقه بجنونٍ مناقدةٌ وارء هذا العشق لا تفكر في شئٍ سوى في عشقه
كيف تحبة وبماذا تحبه وكيف تشعره بهذا الحب ،هي مستمتعة بهاذا الحب ،تحبه من صميم فؤادها تحبه حب صادق
عندما تجلس معه لا تفكر إلا في حبه لا تتكلم إلا بكلماتٍ تظهر بها حبه عندما تسكت تكون قد شردت في حبه
إلا أنها لا تتوافق مع ثقافته وتعليمه
وهو كان يحب هذا الشعور (أن تجد من يحبك بهذا الطريقة وهذا الصدق)
.......
الثانية
هي التي تفهمه بإشارةٍ من عينيهِ أو بتنهيدةٍ خرجت من صدرهِ
ماذا يريد وفي ماذا يفكر وبأي شئٍ يرضى ، ثقافتها مثل ثقافته تماماً
إلا أنها صاحبة تجربة سابقة
وهو كان يحب هذا التواصل والتوافق الفكري الذي قلما تجده بين أثنين
(تواصل روحي فكري ينتج عنه تفاهم تام)
.........
الثالثة
هي البريئة الطاهرة العفيفة التي كالوردة الخجولة التي لازالت لم تتفتح بعد
تعيش في أرضٍ طيبة تتغذى على غذاءٍ طيب تشرب شراب طيِّب لا تستنشق إلا هواء طيِّب
إلا أنها لا تكن له أي شعور بحكم أنها لا تعرفه
وهو أحب هذه البراءة التي تندر في هذا الزمن
...............
كان في هذه الجلسة الأنفرادية يراجع حساباته التي سوف يقوم على أساسها بالأختيار
هل يختار التي لا تفكر في شئ إلا في حبه..مع أنها لا تتوافق معه ثقافياً؟
أم يختار التي تفهمه جيداً والتي تساوية في درجة الثقافة والمعرفة بالرغم من تجربتها السابقة؟
أم يختار هذه الزهرة البريئة التي لم تتفتح بعد بالرغم من أنها لا تفكر فيه ولا تعرفه؟
....
زادت حيرته إلا أنه في النهاية قرر الآتي
سوف يختار التي تحبة بجنونٍ ولا تفكر إلا في حبه ، والتي تفهمه وتتوافق مع تفكيره وثقافته ، والتي لازالت بريئة عفيفة كقطرة الندى التي لم تسقط على وردةٍ بعد
...
بالطبع أنها لن تكون من الثلاثة